فضاء حر

التاريخ يكرر نفسه في نجران

يمنات

صلاح القرشي

معركة “نصر من الله” التي خاضها وانتصر بها الحوثيين في نجران قبل اكثر من شهر تقريبا ، كيفما كانت ملابساتها، وخفاياها العسكرية ، او العوامل المشتركة المتعلقة بالسعوديبن والحوثيين ، إلا انه سيسجلها التاريخ العسكري على انها اقوى هزيمة برية تلقاها الجيش السعودي ، منذ بداية عدوان التحالف على اليمن.

وكان من المفترض عسكريا ان يكون لوقع هذه المعركة والهزيمة السعودية المدوية تداعياتها العسكرية على الميدان والخارطة العسكرية للجبهات اولا ، وعلى المستوى السياسي للحرب في اليمن والمنطقة .

فعلى المستوى الميداني العسكري كان يجب ان يكون نتيجة تداعيات هذه الهزيمة وهذه المعركة وقوع كل “الجنوب السعودي” تحت سيطرة “الحوثيين” بما فيه تحرير نجران وجيزان وعسير.

او انه كان يجب ان نشاهد طلائع الجيش واللجان الشعبية في محيط مدينة جدة او السيطرة عليها بالكامل على الاقل ، بعد معركة نصر من الله.

وبإعتقادي كانت كل المعطيات متوفرة ومساعدة لتندفع قوات الحوثيين حتى جدة ومعظم الربع الخالي في المرحلة الاولى ، إذا ما قررت القيادة السياسية والعسكرية واعطت الموافقة والقرار السياسي لتنفيذ ذلك. خاصة ان هذا التوغل كان سيدفع بمئات الالاف من اليمنين للانخراط في صفوف الجيش واللجان الشعبية ، فلن تصل تعداد قواتهم الى جدة إلا وقد بلغت اكثر من مليون مقاتل وستتوحد معظم الجبهة الداخلية اليمنية مع الحوثيين.

وفي ظل تغير السياسة الامريكية القديمة في ادارة المنطقة وإستبدالها بسياسة وتوازن وتقاسم جديد في ادارة المنطقة فقدت بموجبه السعودية اهميتها ودلالاها في عقيدة السياسة الخارجية الامريكية ، وهذا عامل مساعد جدا للحوثيين للتقدم في اراضي نجد والحجاز.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد افردت وتناولت قبل اكثر من شهر تقريبا ، وضع وحالة الجيش السعودي البري ، ووصفت الجيش السعودي انه غير جاهز لخوض اي معارك برية مع جيش اي دولة اخرى بسبب إفتقادة للتدريب والتعامل مع الاسلحة الامريكية المتتطورة والقيادة واوا .

وهذا برٲيي يرجع الى اعتماد الاسرة الحاكمة في امنها على الحماية الخارجية والامريكية والمراهنة عليها. ولٲنها كانت تتخوف على امن ومصير عرشها من وجود جيش بري سعودي قوي قد يتمرد وينقلب عليها في اي لحظة ، كما فعل( بضم الفاء) مع ملك العراق فيصل وغيره.

ومن ناحية اخرى فقد صرح احد كبار قادة الجيش الايراني قبل اشهر ، وهو ينفي تهم تواجد قوات ايرانية في اليمن ، بقوله “لوكانت لنا قوات ايرانية في اليمن لكانت قد وصلت الرياض”.

وكل هذه مؤشرات على ان جيش مملكة ال سعود البري يعاني من ضعف شديد وغير مؤهل للصمود في الجبهات البرية في مواجهة جيوش اخرى.

فلماذا لم تتقدم قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيبن الى مدينة جدة؟ او على الاقل تحرير اقاليم عسير ونجران وجيزان اليمنية؟ وماهي المحاذير التي اجلت ذلك؟ ومنعت من اتخاذ القرار السياسي لذلك؟ .

في رٲيي يرجع ذلك الى عدة عوامل اهمها..

قد يكون الحوثيبن استلموا رسائل سياسية من تحت الطاولة من تحالف رباعية العدوان او السعودية بٲنهم اذا تقدموا بقواتهم واسقطوا مدن الجنوب السعودي فقد يتم دعم “الجيش الوطني” التابع للشرعية وكل الجيوش التي كونوها منذ بداية الحرب لإجتياح صنعاء وهزيمة الحوثي وانهم سوف يسمحون ويدعمون اجتياح مدينة الحديدة وبقية موانئ الساحل الغربي والتقدم شمالا وشرقا في الهضبة الشمالية واوا . و هو ما يعني نسف اتفاقية استوكهولوم سيئة الذكر التي تنازل الحوثيين والشرعية وقبلوا الخطة الكاملة في تقاسم اليمن مع رباعية العدوان وبين “محور المقاومة وان الحوثيين كانوا يتخوفون من استبدالهم بقوة محلية اخرى كقوات طارق عفاش واسرته في خطة تقاسم و ادارة حكم اليمن التي تنفذ حاليا بقيادة رباعية العدوان، اذا ما تقدموا بقواتهم صوب مدينة جدة.

إتفاق إستوكهولم سيسجله التاريخ كنقطة سوداء في تاريخ الحوثيين والشرعية وكل القوى اليمنية الفاعلة على الارض.

(وبرٲيي لن تتحرر اليمن فعليا إلا بإسقاط إتفاق إستوكهولم .، ويجب على كل حر يمني ان يناضل من اجل إسقاطه).

التاريخ يكرر نفسه ، فما حدث من مقايضات ومساومات بين الامام يحيى الله يرحمه والملك السعودي وبريطانيا بشٱن التخلي عن السيطرة على نجران و التقدم صوب عسير وجيزان وجنوب المملكة لقوات الامام يحيى، مقابل تخلي السعوديين عن السيطرة عن الحديدة والتقدم في مناطق تهامة.

يعني ماحدث مع الامام يحيى الله يرحمه ،يحدث الًيَوُمًِ مع عبد الملك الحوثي.

لكن مع إختلاف ان الجيش السعودي هذه المرة ليس من سيحتل الحديدة وتهامة ، وإنما قوى محلية يمنية حليفة لرباعية العدوان وقوات دولية.

بل انه تم الشرعنة للدول الكبرى عبر الامم المتحدث في تسلم والسيطرة واليمنية على موانئ البحر الاحمر وجزره وباب المندب، ونزع سيادة الدولة اليمنية على اهم خط بحري في العالم لصالح هذه الدول الكبرى ، وسيحافظ على سيادة شكلية اسمية لحكومة يمنية قد تكون فيدرالية ضعيفة .

اخيرا يمكن القول ان معركة التقدم للقوات داخل مدن وارضي المملكة سوا كانت مدينة جده او حتى العاصمة الرياض هي معركة مؤجلة وستنفذ بموجب الخطة (ب) ، بعد إستكمال الترتيبات وتهيئة الارضية المناسبة .

فما حدث للعراق ، ويحدث لسوريا واليمن اليوم ، في ظل التوازن الجديد والتقاسم الجديد في المنطقة ، سيحدث للسعودية ، .وهذا التحليل الذي اميل اليه كثيرا ، إذا لم تحصل مفاجآت يعصف بالمشروع الجديد للدول الكبرى بقيادة امريكا في المنطقة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى